كثيراً ما أفكر بهذا الأمر ...
عندما يلتقي رجل و امرأة و يجمع الله بينهما بالحلال ... و يكون زواجهما قائم على الحب و الإخلاص و التفاهم ...
هل يستمر هذا الحب إلى النهاية ؟
أذكرقصة انة في البداية و قبل الزواج كانا يلتقيان في الحديقة المجاورة, يتجاذبان أطراف الحديث و يتبادلان مشاعر الحب و الحنان ببراءة و عفوية أي حبيبين , حتى عند قيادته للسيارة كانت لا تمل من معانقته و الاستناد على كتفه ...
بعد الزواج مباشرةً انتقلت أجواء الرومانسية والحب من الحديقة إلى عالمهما المنزلي و إلى السرير و دفئه ... و كان الحب عندهما في ذروته ...
بعد الزواج بفترة بردت مشاعرهما تجاه بعضهما ( مع أنها لم تزل تتقرب منه و تتودد إليه ) ...
بعد عشرات السنين أصبح ينفر منها و من رؤية وجهها, و لا زالت تتود إليه و لو بدرجة أقل من ذي قبل , حتى السرير المشترك اللذي كان يجمعهما سوية استبدلوه ( أو استبدله ) بسريرين منفصلين , لكل واحد منهما سريره الخاص ...
و انتهت قصة الحب , هكذا بكل بساطة ...
لا أدري لماذا قد يموت الحب في قلوب العشاق؟
ربما بسبب التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على كل من الانثى و الذكر , و خاصة بعد وصول المرأة إلى سن " اليأس " , أو ربما لأن الرجل و بعد قدوم اول طفل للعائلة , يصبح همه الأول و الأخير تحسين وضعه و رفع حالة أسرته المعيشية و الإنفاق على أولاده و تعليمهم في أفضل المدراس ( خاصة و أن مسألة المدراس و الجامعات أصبحت قضية تجارية بالدرجة الأولى و أضافت إلى هموم الغلاء هماً جديداً ) , و قد لا يترك له هذا أي مجال لتجديد حبه لمحبوبته و إستعادة الأيام الخوالي , و مع مرور الوقت يزداد البعد و الفراق بينهما , و ربما لأن المرأة و بعد وصولها لمرحلة الأمومة يصبح همها الرئيسي الأولاد, و ينصب كل حبها و حنانها تجاههم و قد تنسى حبيبها الأول ...
هذه التراكمات قد تشكل غشاوةً على قلوبهما يوماً بعد يوم فتنشأ حواجز ( مصطنعة ) قد تمنع في المستقبل أياً منهما أن يبادل الآخر و لو كلمة حب واحدة ...
و قد يكون السبب انقضاء سنوات العمر و هرم كل منهما و الأمراض ( التقليدية ) التي تفتك بأي إنسان كلما ازداد عمره,هذا أيضاً قد يجعل كل منهما ينفر من الآخر ( أو بعبارة أخرى يستقذر الآخر ) ...
هل الحب هو شعور خاص قد يمربه أي إنسان و لفترة معينة من حياته ثم ما يلبث أن يخبو تدريجياً إلى أن ينطفىء تماماً ؟؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق